للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مني، فو الله لما ألى من الإصلاح بين الناس وإقامة الحدود والجهاد فِي سبيل الله والأمور العظام التي لست أحصيها ولا تحصيها أكثر مما تلي، وإني لعلي دين يقبل الله فِيهِ الحسنات ويعفو عَنِ السيئات، [والله لعلى ذَلِكَ مَا كنت لا أخير بين الله وبين مَا سواه إلا اخترت الله على مَا سواه. [١]] قَالَ مسور: ففكرت حين قَالَ مَا قَالَ، فعرفت أَنَّهُ خصمني. قَالَ: فكان إذا ذكر بعد ذَلِكَ دعا لَهُ بالخير.

وَهَذَا الخبر من أصح مَا يروى من حديث ابْن شهاب، رواه عَنْهُ مَعْمَر وجماعة من أصحابه. رَوَى أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلالٍ، قَالَ:

حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنَّ هَاهُنَا نَاسًا يَشْهَدُونَ عَلَى مُعَاوِيَةَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قَالَ: لَعَنَهُمُ اللَّهُ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَنْ فِي النَّارِ.

قَالَ أَسَدٌ: وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ. قَالَ:

بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا جَلَدَ سَوْطًا فِي خِلافَتِهِ إِلا رَجُلا شَتَمَ مُعَاوِيَةَ عِنْدَهُ، فَجَلَدَهُ ثَلاثَةَ أَسْوَاطٍ قَالَ أَسَدٌ: وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَزَقَ مُعَاوِيَةَ عَلَى عَمَلِهِ الشَّامَ عَشْرَةَ آلافِ دِينَارٍ كُلَّ سَنَةٍ. قَالَ مُعَاوِيَةُ: أُعِنْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِثَلاثٍ: كَانَ رَجُلا رُبَّمَا أَظْهَرَ سِرَّهُ، وَكُنْتُ كَتُومًا لِسِرِّي، وَكَانَ فِي أَخْبَثِ جُنْدٍ، وَأَشَدِّهِ خِلافًا عليه، وكنت في أطوع جند وأقلّه خلاف عَلَيَّ، وَلَمَّا ظَفَرَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ لَمْ أَشُكُّ أنّ بعض جنده سعيد ذَلِكَ وَهَنًا فِي دِينِهِ، وَلَوْ ظَفَرُوا بِهِ كَانَ وَهَنًا فِي شَوْكَتِهِ، وَمَعَ هَذَا فَكُنْتُ أَحَبَّ إِلَى قُرَيْشٍ مِنْهُ، لأَنِّي كُنْتُ أُعْطِيهِمْ، وَكَانَ يَمْنَعُهُمْ، فَكَمْ سَبَّبَ مِنْ قَاطِعٍ إِلَيَّ ونافر عنه.


[١] ما بين القوسين ليس في ش.

<<  <  ج: ص:  >  >>