وبعضهم: يقول أعنق ليموت. شهد العقبة، وبدرا، وأحدا. وكان أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله ﷺ، وأحد النقباء الاثني عشر، وكان يكتب في الجاهلية بالعربية، وآخى رسول الله ﷺ بينه وبين طليب بن عمير في قول محمد بن عمر الواقدي. وأما ابن إسحاق فقال:
آخى رسول الله ﷺ بينه وبين أبى ذر الغفاري، وكان محمد ابن عمر ينكر ذلك، ويقول: آخى رسول الله ﷺ بين أصحابه قبل بدر، وأبو ذر يومئذ غائب عن المدينة، ولم يشهد بدرا ولا أحدا ولا الخندق، وإنما قدم على رسول الله ﷺ بعد ذلك، وقد قطعت بدر المؤاخاة.
قال أبو عمر: وكان على الميسرة يوم أحد، وقتل بعد أحد بأربعة أشهر أو نحوها - وذلك سنة أربع في أولها - يوم بئر معونة شهيدا، وكان هو أمير تلك السرية،
وذلك: أن أبا براء عامر بن جعفر الذي يقال له «ملاعب الأسنة» قدم على رسول الله ﷺ قبل إسلامه، فقال: لو بعثت إلى أهل نجد لاستجابوا لك فقال رسول الله ﷺ: أخاف عليهم أهل نجد. فقال: أنا جار لهم، فابعثهم. فبعث رسول الله ﷺ أربعين رجلا عليهم المنذر بن عمرو هذا. ومنهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعامر بن فهيرة، فلما نزلوا بئر معونة - وهي بين أرض بنى عامر وحرة بنى سلم - بعثوا حرام بن ملحان إلى عامر بن الطفيل بكتاب رسول الله ﷺ، فلم ينظر فيه، وقتل حرام بن ملحان، ثم استصرخ على أصحابه بني عامر، فلم يجيبوه، وقالوا: لن نحفر أبا براء - يعنون ملاعب الأسنة، لأنه عقد لهم جوارا، فاستصرخ عليهم قبائل بنى سليم: عصية، ورغلا،