ابن زهير، قالا: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن محمد ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبى حدرد الأسلمي، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله ﷺ في سرية إلى إضم، فلقينا عامر بن الأضبط فحيانا بتحية الإسلام، فحمل عليه محلم بن جثامة وقتله وسلبه، فلما قدمنا جئنا بسلبه إلى رسول الله ﷺ فأخبرناه، فنزلت (١): ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ الآية.
وفي حديث آخر لابن إسحاق عن نافع، عن ابن عمر ذكره الطبري -: أن محلم ابن جثامة مات في حياة النبي ﷺ فدفنوه، فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فأمر به فألقى بين جبلين، وجعلت عليه حجارة.
وقال مثل ذلك أيضا قتادة وروى: أنه مات بعد سبعة أيام فدفنوه فلفظته الأرض، فقال رسول الله ﷺ: إن الأرض لتقبل أو تجن من هو شر منه، ولكن الله أراد أن يريكم آية في قتل المؤمن. وقد قيل: إن هذا ليس محلم بن جثامة، فإن محلم بن جثامة نزل حمص بأخرة، ومات بها في إمارة ابن الزبير، والاختلاف في المراد بهذه الآية كثير مضطرب فيه جدا، قيل: نزلت في المقداد.
وقيل: نزلت في أسامة بن زيد. وقيل في محلم بن جثامة. وقال ابن عباس:
نزلت في سرية ولم يسم أحدا. وقيل: نزلت في غالب الليثي. وقيل:
نزلت في رجل من بنى ليث يقال له فليت كان على السرية. وقيل: نزلت في أبى الدرداء، وهذا اضطراب شديد جدا، ومعلوم أن قتله كان خط لا عمدا، لأن قاتله لم يصدقه في قوله. والله أعلم.