للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من قريش هو وعتبة بن غزوان ليتوصلا بالمسلمين، فانحازا إليهم، وذلك في السرية التي بعث فيها رسول الله عبيدة بن الحارث إلى ثنية المرة، فلقوا جمعا من قريش عليهم عكرمة بن أبى جهل، فلم يكن بينهم قتال، غير أن سعد بن أبي وقاص رمى يومئذ بسهم فكان أول سهم رمي به في سبيل الله، وهرب عتبة بن غزوان، والمقداد بن الأسود يومئذ إلى المسلمين، وشهد المقداد في ذلك العام بدرا، ثم شهد المشاهد كلها.

قال ابن أبى شيبة: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا زائدة، عن عاصم، عن [زر] (١)، عن ابن مسعود، قال: أول من أظهر الإسلام سبعة، فذكر منهم المقداد.

وكان من الفضلاء النجباء الكبار الخيار من أصحاب النبي ،

وروى فطر (٢) بن خليفة، عن كثير بن إسماعيل، عن عبد الله بن مليل، عن على بن أبى طالب قال: قال رسول الله : إنه لم يكن نبي إلا أعطى سبعة نجباء ووزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن، والحسين، وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد، وبلال.

وشهد المقداد فتح مصر، ومات في أرضه بالجرف، فحمل إلى المدينة ودفن بها، وصلى عليه عثمان بن عفان سنة ثلاث وثلاثين. وروى عنه من كبار التابعين: طارق بن شهاب، وعبيد الله بن عدي بن الخيار (٣)، وعبد الرحمن ابن أبى ليلى، ومثلهم.

وروى طارق بن شهاب عن ابن مسعود، قال: لقد شهدت من المقداد مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلى مما طلعت عليه الشمس،


(١) من أ.
(٢) في أ: فطن.
(٣) في أ: الخباب.