وقتله، وكان يقول: قتلت بحربتى هذه خير الناس وشر الناس، حكى ذلك جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن وحشي.
وفي خبره ذلك: أن رسول الله ﷺ قال لوحشى - حين أسلم: غيب وجهك عنى يا وحشي، لا أراك. وذكر ابن إسحاق عن سليمان بن أنه يسار قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت قائلا يقول يوم اليمامة: قتله العبد الأسود. وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مات وحشي بن حرب في الخمر فيما زعموا.
قال أبو عمر: رويت عنه أحاديث مسندة مخرجها عن ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب، عن أبيه حرب بن وحشي، عن أبيه وحشي، وهو إسناد ليس بالقوى، يأتى بمناكير. وقد ظن بعض أهل الحديث أن هذا الإسناد: وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده ليس هو وحشي هذا فغلط والله أعلم. وزعم محمد بن الحسين الأزدي الموصلي أن وحشي بن حرب الذي يروى عنه ولده وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب غير أبى دسمة قاتل حمزة، وأن ذلك كان يسكن دمشق، وهذا الذي روى عنه ولده سكن حمص، وليس كما قال، والذي سكن حمص هو الذي قتل حمزة، ولا يصح وحشي بن حرب غيره.
والدليل على ذلك ما:
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن مهران، قال: حدثنا محمد بن نمير، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن الفضل، عن سليمان بن يسار، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، قال: خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار، فمرنا بحمص وبها وحشي، فقلنا: لو أتيناه فسألناه عن قتله حمزة كيف