للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٩٣٩) أبو الدّحداح.

ويقال: أبو الدّحداحة، فلان ابن الدحداحة [١] مذكور فِي الصحابة، لا أقف له عَلَى اسم ولا نسب أكثر من أنه من الأنصار، حليف لهم.

ذكر ابْن إدريس وغيره، عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّد بن يحيى ابن حبان، عَنْ عمه واسع بْن حبان، قَالَ: هلك أَبُو الدحداح، وَكَانَ أتيًا فيهم، فدعا النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاصِم بْن عدي، فَقَالَ له: هل كَانَ له فيكم نسب؟

قَالَ: لا. قَالَ: فأعطى ميراثه ابْن أخته أبا لبابة بْن عبد المنذر. وقد قيل:

إن أبا الدحداح هَذَا اسمه ثابت بْن الدحداح. ويقال: الدحداحة، وقد ذكرناه فِي باب اسمه- باب الثاء [٢] .

وروى عقيل، عَنِ ابْن شهاب- أن يتيمًا خاصم أبا لبابة فِي نخلة، فقضى بها رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي لبابة، فبكى الغلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابة: أعطه نخلتك. فَقَالَ: لا فَقَالَ: أعطه إياها ولك بها عذق فِي الجنة. فَقَالَ: لا. فسمع بذلك أَبُو الدحداح، فَقَالَ لأبي لبابة: أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذه؟ قَالَ: نعم، فجاء أَبُو الدحداحة رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللَّهِ، النخلة التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق فِي الجنة؟ قَالَ: نعم. ثم قتل أَبُو الدحداحة شهيدًا يوم أحد فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رب عذق مذلل لأبي الدحداحة فِي الجنة. ولما نزلت [٣] : «مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً» ٢: ٢٤٥. كان أبو الدّحداح


[١] هكذا في ى: وفي أسد الغابة: وقيل أبو الدحداحة بن الدحداحة الأنصاري.
[٢] صفحة ٢٠٣ من هذا الكتاب.
[٣] سورة البقرة، آية ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>