رسول الله ﷺ يقول: لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليا (١).
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، قال حدثنا أبو محمد إسماعيل ابن على الخطبي ببغداد في تاريخه الكبير، قال حدثنا محمد بن مؤمن بن حماد، قال حدثنا سليمان بن أبى شيخ، قال حدثنا محمد بن الحكم عن عوانة، قال:
وذكره زياد أيضا عن عوانة قال: أرسل معاوية بعد تحكيم الحكمين بسر بن أرطاة في جيش، فساروا من الشام حتى قدموا المدينة، وعامل المدينة يومئذ لعلى بن أبى طالب ﵁ أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله ﷺ ففر أبو أيوب ولحق بعلي ﵁، ودخل بسر المدينة، فصعد منبرها، فقال: أين شيخي الذي عهدته هنا بالأمس؟ يعنى عثمان ﵁ ثم قال: يا أهل المدينة، والله لولا ما عهد إلى معاوية ما تركت فيها محتلما إلا قتلته. ثم أمر أهل المدينة بالبيعة لمعاوية وأرسل إلى بنى سلمة، فقال: ما لكم عندي أمان ولا مبايعة حتى تأتونى بجابر بن عبد الله. فأخبر جابر، فانطلق حتى جاء إلى أم سلمة زوج النبي ﷺ، فقال لها: ماذا ترين؟ فإني خشيت أن أقتل، وهذه بيعة ضلالة. فقالت: أرى أن تبايع، وقد أمرت ابني عمر بن أبى سلمة أن يبايع. فأتى جابر بسرا فبايعه لمعاوية، وهدم بسر ورا بالمدينة، ثم انطلق حتى أتى مكة، وبها أبو موسى الأشعري، فخافه أبو موسى على نفسه أن