للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويقال: إن الذين كانوا يشبهون برسول الله : جعفر بن أبى طالب، والحسن بن على بن أبى طالب، وقثم بن العباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، والسائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف. وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب من الشعراء المطبوعين، وكان سبق له هجاء في رسول الله ، وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله:

ألا أبلغ أبا سفيان عني … مغلغلة فقد برح الخلفاء

هجوت محمدا فأجبت عنه … وعند الله في ذاك الجزاء

وقد ذكرنا الأبيات في باب حسان (١). والشعر محفوظ. ثم أسلم فحسن إسلامه فيقال: أنه ما رفع رأسه إلى رسول الله حياء منه.

وكان إسلامه يوم الفتح قبل دخول رسول الله مكة، لقيه هو وابنه جعفر بن أبى سفيان بالأبواء فأسلما. وقيل: بل لقيه هو وعبد الله بن أبى أمية بين السقيا والعرج. فأعرض رسول الله عنهما، فقالت له أم سلمة: لا يكن ابن عمك وأخى ابن عمتك أشقى الناس بك.

وقال على بن أبى طالب لأبى سفيان بن الحارث: ايت رسول الله من قبل وجهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف : ﴿تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين﴾، فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولا منه. ففعل ذلك أبو سفيان. فقال له رسول الله : ﴿لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين﴾. وقبل منهما، وأسلما وأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما سلف منه:

لعمرك إني يوم أحمل راية … لتغلب خيل اللات خيل محمد


(١) صفحة ٦٤٣، والديوان صفحة ٨.