للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قد يعسر المرء حينا وهو ذو كرم … وقد يثوب سوام العاجز الحمق

سيكثر المال يوما بعد قلته … ويكتسي العود بعد اليبس بالورق

فقال [له] (١) معاوية: لئن كنا أسأنا القول لنحسنن لك الصفد، وأجزل جائزته. وقال: إذا ولدت النساء فلتلدن مثلك. وزعم هيثم (٢) بن عدي أنه أخبره من رأى قبر أبى محجن الثقفي بأذربيجان - أو قال في نواحي جرجان، وقد نبتت عليه ثلاثة أصول كرم، وقد طالت (٣) وأنمرت، وهي معروشة على قبره، ومكتوب على القبر: هذا قبر أبى محجن الثقفي. قال: فجعلت أتعجب، وأذكر قوله: إذا مت فادفني إلى جنب كرمة - وذكر البيت.

حدثنا أحمد بن عبد الله. قال: حدثنا أبى، قال: حدثنا عبد الله بن يونس، قال: حدثنا بقي بن مخلد، قال: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية، عن عمرو بن مهاجر، عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، قال: لما كان يوم القادسية أتى سعد بأبي محجن وهو سكران من الخمر، فأمر به إلى القيد، وكان سعد به جراحة فلم يخرج يومئذ على الناس، واستعمل على الخيل خالد بن عرفطة، ورفع سعد فوق العذيب لينظر إلى الناس، فلما التقى الناس قال أبو محجن:

كفى حزنا أن ترتدى (٤) الخيل بالقنا … وأترك مشدودا علي وثاقيا

فقال لابنة خصفة امرأة سعد: ويحك حلينى ولك عهد الله علي إن سلمني الله (٥) أن أجيء حتى أضع رجلي في القيد، وإن قتلت استرحتم منى، فخلته


(١) ليس في أ.
(٢) أ: الهيثم.
(٣) أ: وقد طالت وعرشت وأثمرت.
(٤) أ: تردى.
(٥) أ: ولك الله على إن سلمني