للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن عبد الله، عن أبيه، عن أبى وجزة، عن أبيه، قال (١): حضرت الخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية حرب القادسية ومعها بنوها أربعة رجال، فقالت لهم من أول الليل: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجنت حسبكم، ولا غبرت (٢) نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين.

واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اِصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا واِتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها (٣)، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة. فخرج بنوها قابلين لنصحها، عازمين على قولها فلما أضاء لهم الصبح باكروا مراكزهم وأنشأ أولهم يقول:

يا إخوتي إن العجوز الناصحة … قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه

مقالة (٤) ذات بيان واضحه … [فباكروا الحرب الضروس الكالحة (٥)]

وإنما تلقون عند الصائحة (٦) … من آل ساسان الكلاب النابحة (٧)

قد أيقنوا منكم بوقع الجائحه … وأنتم بين حياة صالحه

أو ميتة تورث غنما رابحه


(١) خزانة الأدب: ١ - ٣٩٥.
(٢) أ: غيرت.
(٣) أ: سباقها.
(٤) أ: بمقالة.
(٥) ليس في الإصابة.
(٦) في الإصابة: الصابحة.
(٧) الإصابة: كلابا نابحة.