للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وبعث رسول الله جرير بن عبد الله إلى ذي الكلاع (١) وذي ظليم باليمن. وقدم جرير بن عبد الله على عمر بن الخطاب من عند سعد بن أبى وقاص فقال له: كيف تركت سعدا في ولايته؟ فقال: تركته أكرم الناس مقدرة، وأحسنهم معذرة، هو لهم كالأم البرة، يجمع لهم كما تجمع الذرة (٢)، مع أنه ميمون الأثر، مرزوق الظفر، أشد الناس عند البأس، وأحب قريش إلى الناس.

قال: فأخبرني عن حال الناس. قال: هم كسهام الجعبة، منها القائم الرائش (٣)، ومنها العضل (٤) الطائش، وابن أبى وقاص ثقافها يغمز عضلها، ويقيم ميلها، والله أعلم بالسرائر يا عمر.

قال: أخبرنى عن إسلامهم. قال: يقيمون الصلاة لأوقاتها، ويؤتون الطاعة لولاتها.

فقال عمر: الحمد لله إذا كانت الصلاة أوتيت الزكاة، وإذا كانت الطاعة كانت الجماعة.

وجرير القائل: الخرس خير من الخلابة (٥) والبكم خير من البذاء.

وكان جرير رسول على إلى معاوية، فحبسه مدة طويلة،


(١) ذو الكلاع: من أدواء اليمن.
(٢) الذر: صغار النمل، واحدته ذرة.
(٣) الرائش: ذو الريش، إشارة إلى كماله واستقامته (النهاية).
(٤) في هامش م: العضل - بكسر الضاد - من السهام: المعوج، وفي اللسان: العصل - بالصاد. وأتى بهذا الجزء من حديث عمر وجرير. وفي النهاية بالصاد أيضا.
(٥) في هامش م: أراد الخلابة بالقول.