للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لها، وإني أنشدكم لله ألا يكفني (١) رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا أو نقيبا، وليس من أولئك النفر أحد إلا وقد قارف بعض ما قال، إلا فتى من الأنصار، فقال: أنا أنا أكفنك يا عم في ردائي هذا، وفي ثوبين في غيبتي من غزل أمى. قال: أنت تكفني [يا بنى] (٢).

قال: فكفنه الأنصاري وغسله في النفر الذين حضروه، وقاموا عليه ودفنوه في نفر كلهم يمان.

وروى عنه جماعة من الصحابة، وكان من أوعية العلم المبرزين في الزهد والورع والقول بالحق: سئل علي عن أبي ذر فقال: ذلك رجل وعى علما عجز عنه الناس، ثم أوكأ عليه، ولم يخرج شيئا منه.

وروى عن النبي أنه قال: أبو ذر في أمتى شبيه عيسى ابن مريم في زهده.

وبعضهم يرويه: من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم، فلينظر إلى أبي ذر.

ومن حديث ورقاء وغيره، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ما أظلت الخضراء ولا أفلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، [ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى فلينظر إلى أبي ذر] (٣).


(١) في م: أن يكفني.
(٢) من م.
(٣) من م.