للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: خرج الحارث بن هشام من مكة، فجزع أهل مكة جزعا شديدا، فلم يبق أحد يطعم إلا وخرج معه يشيعه، حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو حيث شاء الله من ذلك، وقف ووقف الناس حوله يبكون، فلما رأى جزع الناس قال: يا أيها الناس، إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم، ولا اختيار بلد على بلدكم، ولكن كان هذا الأمر، فخرجت فيه رجال من قريش، والله ما كانوا من ذوى أسنانها ولا من بيوتاتها فأصبحنا والله لو (١) أن جبال مكة ذهب فأنفقناها (٢) في سبيل الله ما أدركنا يوما من أيامهم، والله لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمسن أن نشاركهم به في الآخرة فاتقى الله أمرؤ.

فتوجه إلى الشام واتبعه ثقلة فأصيب شهيدا.

روى (٣) أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبره عن أبيه أنه قال:

يا رسول الله، أخبرنى بأمر أعتصم به. فقال: أملك عليك هذا، وأشار إلى لسانه، قال: فرأيت أن ذلك يسير.

ومن رواية ابن شهاب لهذا الحديث عنه من يقول: قال عبد الرحمن:

فرأيت أن ذلك شيء يسير، وكنت رجلا قليل الكلام، ولم أفطن له، فلما رمته فإذا (٤) لا شيء أشد منه.


(١) في ت، وأسد الغابة: ولو.
(٢) في ى، ت: أنفقنا.
(٣) في ت: «روى عنه أبو نوفل بن أبى عقرب معاوية بن مسلم الكناني. وروى عنه ابنه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وذكر الزهري أن عبد الرحمن بن سعد المقعد حدثه أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخيره ..
(٤) في أسد الغابة: فإذا هو لا شيء أشد منه.