للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حصان رزان ما تزن بريبة … وتصبح غرثى من لحوم الغوافل (١)

فإن كان ما قد قيل عنى قلته … فلا رفعت سوطي إلي أناملى

وقال أكثر أهل الأخبار والسير: إن حسانا كان من أجبن الناس، وذكروا من جبنه أشياء مستشنعة أوردوها عن الزبير أنه حكاها عنه، كرهت ذكرها لنكارتها.

ومن ذكرها قال: إن حسانا لم يشهد مع رسول الله شيئا من مشاهده، لجبنه، وأنكر بعض أهل العلم بالخبر ذلك، وقالوا:

لو كان حقا لهجي به.

وقيل: إنما أصابه ذلك الجبن منذ ضربه صفوان بن المعطل بالسيف.

وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي: إن رسول الله أعطى حسانا عوضا من ضربة صفوان الموضع الذي بالمدينة، وهو قصر بنى جديلة، وأعطاه سيرين أمة قبطية، فولدت له عبد الرحمن ابن حسان.

وقال أبو عمر : أما إعطاء رسول الله سيرين أخت مارية لحسان فمروى من وجوه، وأكثرها أن ذلك ليس لضربة صفوان، بل لذبه بلسانه عن النبي في هجاء المشركين له، والله أعلم.


(١) ما تزن: ما تتهم. غرثى: جائعة. الغوافل: جمع غافلة، يريد أنها لا ترتع في أعراض الناس.