قال أبو عمر ﵁: حفظ الحسن بن على عن رسول الله ﷺ أحاديث ورواها عنه، منها حديث الدعاء في القنوت،
ومنها:
إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وروى عن النبي ﷺ من وجوه: أنه قال في الحسن والحسين: أنهما سيدا شباب أهل الجنة.
وقال: اللهم إني أحبهما فأحبهما واحب من يحبهما.
قيل: كانت سنه يوم مات ستا وأربعين سنة وقيل سبعا وأربعين.
وكان معاوية قد أشار بالبيعة إلى يزيد في حياة الحسن، وعرض بها، ولكنه لم يكشفها، ولا عزم عليها إلا بعد موت الحسن.
وروينا من وجوه: أن الحسن بن على لما حضرته الوفاة قال للحسين أخيه: يا أخى، إن أبانا رحمه الله تعالى لما قبض رسول الله ﷺ استشرف لهذا الأمر، ورجا أن يكون صاحبه، فصرفه الله عنه، ووليها أبو بكر، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوف لها أيضا، فصرفت عنه إلى عمر. فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستة هو أحدهم، فلم يشك أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما هلك عثمان بويع، ثم نوزع حتى جرد السيف، وطلبها، فما صفا له شيء منها، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا - أهل البيت - النبوة والخلافة، فلا أعرفن ما استخفك (١) سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك وقد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله ﷺ، فقالت: نعم. وإني لا أدري لعلها كان ذلك منها حياء، فإذا أنا مت فاطلب ذلك إليها فإن طلت نفسها فادفني في بيتها،
(١) في أسد الغابة: فلا يستخفنك أهل الكوفة ليخرجوك.