الله، وأول من عقدت له راية في الإسلام، خرج في ثلاثين راكبا إلى سيف البحر، فلقوا أبا جهل بن هشام في ثلاثمائة من قريش، فحجز بينهم رجل من جهينة، فافترقوا من غير قتال، ثم بعث عبيدة بن الحارث في خمسين راكبا يعارض عيرا لقريش، فلقوا جمعا كثيرا فتراموا بالنبل، ولم يكن بينهم مسايفة.
وقيل: إن سرية عبيدة كانت قبل سرية حمزة، وفيها رمى سعد، وكان أول سهم رمي به في سبيل الله. وقيل: أول لواء عقده رسول الله ﵌ لعبد الله بن جحش، والأول أصح، والله أعلم.
والأكثر على أن سرية عبد الله بن جحش كانت في سنة اثنتين في غرة رجب إلى نخلة، وفيها قتل ابن الحضرمي لليلة بقيت من جمادى الآخرة. ثم غزا رسول الله ﵌ أهل الكفر من العرب. وبعث إليهم السرايا، وكانت غزواته بنفسه ستا وعشرين غزوة، هذا أكثر ما قيل في ذلك.
وكانت أشرف غزواته وأعظمها حرمة عند الله وعند رسوله وعند المسلمين غزوة بدر الكبرى، حيث قتل الله صناديد قريش، وأظهر دينه وأعزه الله من يومئذ، وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة لسبع عشرة من رمضان صبيحة يوم الجمعة، وليس في غزواته ما يعدل بها في الفضل، ويقرب منها إلا غزوة الحديبية، حيث كانت بيعة الرضوان، وذلك سنة ست من الهجرة، وكانت بعوثه وسراياه خمسا وثلاثين من بين بعث وسرية.
قال أحمد بن حنبل وغيره عن وكيع عن أبيه، وإسرائيل عن أبى إسحاق قال: سألت زيد بن أرقم: كم غزا رسول الله ﷺ؟