للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وذكر مالك، عن ابن شهاب أن الذي جاء برداء رسول الله أمانا هو ابن عمه وهب بن عمير. والله أعلم.

ووهب بن عمير هو ابن عمير بن وهب، وكان إسلامهما معا ومتقاربا بعد بدر. وقد ذكرنا ذلك في موضعه، والحمد لله.

وكانا إسلام صفوان بن أمية بعد الفتح، وكان صفوان بن أمية أحد أشراف قريش في الجاهلية، وإليه كانت فيهم الأيسار، وهي الأزلام، فكان لا يسبق بأمر عام حتى يكون هو الذي يجرى يسره على يديه، وكان أحد المطعمين، وكان يقال له سداد (١) البطحاء. وهو أحد المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم. وكان من أفصح قريش لسانا. يقال: إنه لم يجتمع لقوم أن يكون منهم مطعمون خمسة إلا لعمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف، أطعم خلف، وأمية، وصفوان، وعبد الله، وعمرو، ولم (٢) يكن في العرب غيرهم إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، فإن هؤلاء الأربعة مطعمون.

وقال معاوية يوما: من يطعم بمكة من قريش؟ فقالوا: عمرو بن عبد الله بن صفوان. فقال: بخ … تلك نار لا تطفأ.

وقتل ابنه عبد الله بن صفوان بمكة مع ابن الزبير، وذلك أنه كان عدوا لبني أمية، وكان لصفوان بن أمية أخ يسمى ربيعة بن أمية بن خلف، له مع عمر بن الخطاب قصتان رأيت أن أذكرهما، وذلك أن ربيعة بن أمية ابن خلف أسلم عام الفتح، وكان قد رأى رؤيا فقصها على عمر، فقال: رأيت كأنى في واد معشب، ثم خرجت (٣) منه إلى واد مجدب، ثم انتبهت وأنا في الوادي


(١) في أ: شداد.
(٢) في أ: فلم يكن.
(٣) في هوامش الاستيعاب: فأفضيت إلى أرض مجدبة.