للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى عنه: أنه أعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا. ولما حضرته الوفاة بكى بكاء شديدا، فسئل عن بكائه، فقال: إن مصعب بن عمير كان خيرا منى، توفى على عهد رسول الله ، ولم يكن له ما يكفن فيه، وإن حمزة ابن عبد المطلب كان خيرا منى لم نجد له كفنا، وإني أخشى أن أكون ممن عجلت له طيباته في حياة (١) الدنيا، وأخشى أن أحتبس (٢) عن أصحابى بكثرة مالي.

وذكر ابن سنجر، عن دحيم بن فديك، وذكره ابن السراج. قال:

حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا على بن ثابت جميعا، عن ابن أبى ذئب، عن مسلم ابن جندب، عن نوفل بن إياس الهذلي، قال: كان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسا، وكان نعم الجليس، وإنه انقلب بنا ذات يوم حتى دخلنا منزله، ودخل فاغتسل، ثم خرج فجلس معنا، فأتينا بقصعة فيها خبز ولحم، ولما وضعت بكى عبد الرحمن ابن عوف، فقلنا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسول الله ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا [لهذا (٣)] لما هو خير لنا.

أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبى قال: حدثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن أم سلمة، قال: دخل عليها عبد الرحمن بن عوف قالت: فقال يا أمه، قد خفت أن يهلكني كثرة مالي، أنا أكثر قريش مالا. قالت:

يا بنى، أنفق، فإني سمعت رسول الله يقول: إن من أصحابى


(١) في س: في حياته.
(٢) في س: أحبس،
(٣) من س.