للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أهله من هجر، فهربت امرأته بعده ناشزة عليه، فعاذت برجل منهم، يقال له مطرف بن نهصل، فجعلها خلف ظهره، فلما قدم الأعشى لم يجدها في بيته، وأخبر أنها نشزت، وأنها عاذت بمطرف بن نهصل، فأتاه، فقال له: يا بن عم، عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي، فقال: ليست عندي، ولو كانت عندي لم أدفعها إليك، وكان مطرف أعز منه، فخرج حتى أتى النبي فعاذ به، وأنشأ يقول (١):

يا سيد الناس (٢) وديان العرب … شكو (٣) إليك ذربة من الذرب

كالذئبة العسلاء في كل السرب (٤)

خرجت أبغيها الطعام في رجب … فخلفتني بنزاع وحرب (٥)

أخلفت العهد ولطت بالذنب … وهن شر غالب لمن غلب

فقال النبي : هن شر غالب لمن غلب. وشكا إليه امرأته وما صنعت وأنها عند رجل منهم يقال له مطرف بن نهصل، فكتب رسول الله إلى مطرف: انظر امرأة هذا معاذة، فادفعها إليه. فأتاه بكتاب النبي ، فقرئ عليه، فقال لها: يا معاذة، هذا كتاب النبي فيك، وأنا دافعك إليه. فقالت: خذ لي العهد والميثاق وذمة النبي ألا يعاقبني فيما صنعت، فأخذ لهما ذلك، ودفعها إليه، فأنشأ يقول:


(١) اللسان. مادة ذرب.
(٢) في أسد الغابة: يا مالك الناس.
(٣) في أسد الغابة: إني لقيت، وفي اللسان: إليك أشكو.
(٤) في رواية: كالذئبة العسقل في ظل السرب.
(٥) في ى: وهرب، وليس هذا الشطر في اللسان.