للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أصحاب معاوية على ابن بديل يرمونه بالحجارة حتى أثخنوه، وقتل .

فأقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر معه، فألقى عليه عبد الله بن عامر عمامته غطى بها وجهه، وترحم عليه. فقال معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقال له ابن عامر:

والله لا يمثل به وفى روح، وقال معاوية: اكشفوا عن وجهه، فقد وهبناه لك.

ففعلوا، فقال معاوية: هذا كبش القوم ورب الكعبة، اللهم أظفر بالأشتر، والأشعث بن قيس، والله ما مثل هذا إلا كما قال الشاعر:

أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها … وإن شمرت يوما به الحرب شمرا

كليث هزبر كان يحمى ذماره … رمته المنايا قصدها فتقطرا

ثم قال معاوية، إن نساء خزاعة لو قدرت أن تقاتلني فضلا عن رجالها لفعلت.

وحدثنا خلف بن قاسم، قال: حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري، حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج، حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني نصر بن مزاحم، حدثنا عمر بن سعد، حدثنا مالك بن أعين، عن زيد بن وهب الجهني: أن عبد الله بن بديل قام يوم صفين في أصحابه، فخطب، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي ، ثم قال: ألا إن معاوية ادعى ما ليس له، ونازع الأمر أهله، ومن ليس مثله، وجادل بالباطل ليدحض به الحق، وصال عليكم بالأحزاب والأعراب، وزين لهم الضلالة، وزرع في قلوبهم حب الفتنة، ولبس عليهم الأمر، وأنتم - والله - على الحق، على نور من ربكم وبرهان مبين، فقاتلوا الطغاة الجفاة، ﴿قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ .. ﴾. وتلا الآية (١).


(١) سورة التوبة، آية ١٥