الحبشة، وقدم مع أبيه المدينة، وحفظ عن رسول الله ﷺ، وروى عنه.
وتوفى بالمدينة سنة ثمانين، وهو ابن تسعين سنة. وقيل: إنه توفى سنة أربع أو خمس وثمانين، وهو ابن ثمانين سنة، والأول عندي أولى. وعليه أكثرهم أنه توفى سنة ثمانين، وصلى عليه أبان بن عثمان، وهو يومئذ أمير المدينة، وذلك العام يعرف بعام الجحاف لسيل كان بمكة أجحف بالحاج، وذهب بالإبل، وعليها الحمولة.
وكان عبد الله بن جعفر كريما، جوادا ظريفا، خليقا عفيفا سخيا يسمى بحر الجود، ويقال: إنه لم يكن في الإسلام أسخى منه، وكان لا يرى بسماع الغناء بأسا.
روى: أن عبد الله بن جعفر كان إذا قدم على معاوية أنزله داره، وأظهر له من بره وإكرامه ما يستحقه، فكان ذلك يغيظ فاختة بنت قرظة بن عبد عمرو ابن نوفل بن عبد مناف زوجة معاوية، فسمعت ليلة غناء عند عبد الله بن جعفر، فجاءت إلى معاوية، وقالت: هلم فاسمع ما في منزل هذا الرجل الذي جعلته بين لحمك ودمك. قال: فجاء معاوية فسمع وانصرف، فلما كان في آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله بن جعفر، فجاء فأنبه فاختة، فقال: اسمعي مكان ما أسمعتنى.
ويقولون: إن أجواد العرب في الإسلام عشرة. فأجواد أهل الحجاز عبد الله بن جعفر، وعبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، وسعيد بن العاص.
وأجود أهل الكوفة عتاب بن ورقاء أحد بنى رباح بن يربوع، وأسماء بن خارجة