للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على أن يتوجوه، ويسندوا أمرهم إليه قبل مبعث النبي ، فلما جاء الله بالإسلام نفس على رسول الله النبوة، وأخذته العزة، فلم يخلص الإسلام، وأضمر النفاق حسدا وبغيا،

وهو الذي قال في غزوة تبوك (١): ﴿لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾. فقال ابنه لرسول الله : هو الذليل يا رسول الله، وأنت العزيز، وقال لرسول الله : إن أذنت لي في قتله قتلته، فقال رسول الله : لا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه، ولكن بر أباك وأحسن صحبته. فلما مات سأله ابنه الصلاة عليه، فنزلت (٢): «ولا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً، ولا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ ورَسُولِهِ وماتُوا وهُمْ فاسِقُونَ»﴾. وسأله أن يكسوه قميصه يكفن فيه، لعله يخفف عنه، ففعل.

حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا الخشني، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: جاء عبد الله بن عبد الله بن أبى إلى النبي حين مات أبوه، فقال:

أعطنى قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له، فأعطاه قميصه، وقال: إذا فرغتم فآذنونى، فلما أراد أن يصلى عليه جذبه عمر، وقال: أليس قد نهى الله أن تصلى على المنافقين. فقال رسول الله : أنا بين خيرتين:

﴿اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾. فصلى عليه، فأنزل الله ﷿: ﴿وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ .. ﴾. الآية. فترك الصلاة عليهم.


(١) سورة المنافقون، آية ٨.
(٢) سورة التوبة، آية ٨٤.