ولد في السنة السادسة بعد الفيل. أمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب ابن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى، وأمها البيضاء أم حكيم بنت عبد المطلب عمة رسول الله ﷺ، هاجر إلى أرض الحبشة فارا بدينه مع زوجته رقية بنت رسول الله ﷺ، وكان أول خارج إليها، وتابعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة،
ولم يشهد بدرا لتخلفه على تمريض زوجته رقية - كانت عليلة فأمره رسول الله ﷺ بالتخلف عليها، هكذا ذكره ابن إسحاق.
وقال غيره: بل كان مريضا به الجدري، فقال له رسول الله ﷺ: ارجع، وضرب له بسهمه وأجره. فهو معدود في البدريين لذلك، وماتت رقية في سنة اثنتين من الهجرة حين أتى خبر رسول الله ﷺ بما فتح الله عليه يوم بدر.
وأما تخلفه عن بيعة الرضوان بالحديبية فلأن رسول الله ﷺ كان وجهه إلى مكة في أمر لا يقوم به غيره من صلح قريش، على أن يتركوا رسول الله ﷺ والعمرة، فلما أتاه الخبر الكاذب بأن عثمان قد قتل جمع أصحابه، فدعاهم إلى البيعة، فبايعوه على قتال أهل مكة يومئذ، وبايع رسول الله ﷺ عن عثمان حينئذ بإحدى يديه الأخرى، ثم أتاه الخبر بأن عثمان لم يقتل. وما كان سبب بيع الرضوان إلا ما بلغه ﷺ من قتل عثمان وروينا عن ابن عمر أنه قال: يد رسول الله ﷺ لعثمان خير من يد عثمان لنفسه. فهو أيضا معدود في أهل الحديبية من أجل ما ذكرناه.