للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروى عنه : أنه قال ذلك: حين توفيت زينب ابنته قال: الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون. وأعلم رسول الله قبره بحجر، وكان يزوره.

قال سعد بن أبى وقاص: رد رسول الله التبتل على عثمان بن مظعون ولو أذن له لاختصينا. وكان عابدا مجتهدا من فضلاء الصحابة،

وقد كان هو وعلى بن أبى طالب وأبو ذر هموا أن يختصوا ويتبتلوا، فنهاهم رسول الله عن ذلك. ونزلت فيهم (١):

﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا .. ﴾. الآية.

وذكر الواقدي، عن أبى سبرة، عن عاصم بن عبد الله (٢)، عن عبيد الله بن أبى رافع، قال: كان أول من دفن ببقيع الغرقد عثمان بن مظعون، فوضع رسول الله حجرا عند رأسه وقال: هذا قبر فرطنا. وقد قيل: إن عثمان ابن مظعون توفى بعد مقدم رسول الله بستة أشهر، وهذا إنما يكون بعد مقدمه من غزوة بدر، لأنه لم يختلف في أنه شهدها، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية.

وذكر ابن المبارك، عن عمر بن سعيد بن أبى حسين، عن عبد الرحمن بن سليط (٣).

قال: كان عثمان بن مظعون أحد من حرم الخمر في الجاهلية، وقال: لا أشرب شرابا يذهب عقلي ويضحك بى من هو أدنى منى، ويحملني على أن أنكح كريمتي. فلما حرمت الخمر أتى وهو بالعوالي فقيل له: يا عثمان. قد حرمت


(١) سورة المائدة، آية ٩٦
(٢) في س: بن عبيد الله.
(٣) في س: سابط.