للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تقديم أبى بكر في الفضل على عمر، وتقديم عمر على عثمان، وتقديم عثمان على علي ، وعلى هذا عامة أهل الحديث من زمن أحمد بن حنبل إلا خواص من جلة الفقهاء وأئمة العلماء، فإنهم على ما ذكرنا عن مالك ويحيى القطان، وابن معين، فهذا ما بين أهل الفقه والحديث في هذه المسألة، وهم أهل السنة. وأما اختلاف سائر المسلمين في ذلك فيطول ذكره، وقد جمعه قوم، وقد كان بنو أمية ينالون منه، وينقصونه، فما زاده الله بذلك إلا سموا وعلوا ومحبة عند العلماء.

وذكر الطبري، قال حدثنا محمد بن عبيد المحاربي، قال: حدثنا عبد العزيز ابن أبى حازم، عن أبيه، قال: قيل لسهل بن سعد: إن أمير المدينة يريد أن يبعث إليك لتسب عليا عند المنبر. قال: كيف أقول؟ قال: تقول أبا تراب.

فقال: والله ما سماه بذلك إلا رسول الله . قال: قلت: وكيف ذلك يا أبا العباس؟ قال: دخل علي على فاطمة، ثم خرج من عندها فاضطجع في صحن المسجد، قال: فجاء رسول الله على فاطمة ، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: هو ذاك مضطجع في المسجد، قال: فجاء رسول الله ، فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره، وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره، ويقول: اجلس أبا تراب، فوالله ما سماه به إلا رسول الله ، والله ما كان اسم أحب إليه منه.

وروى ابن وهب، عن حفص بن ميسرة، عن عامر بن عبد الله بن الزبير:

أنه سمع ابنا له يتنقص عليا، فقال: إياك والعودة إلى ذلك، فإن بنى مروان شتموه ستين سنة، فلم بزده الله بذلك إلا رفعة، وإن الدين لم يبن شيئا فهدمته الدنيا.

وإن الدنيا لم تبن شيئا إلى عاودت (١) على ما بنت فهدمته.


(١) س: عادت.