للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد، قال: حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان، قال: حدثنا أحمد بن معتب، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبى حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة قال: لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى، فقال له ابنه عبد الله: لم تبكى، أجزعا من الموت؟ قال: لا، والله، ولكن لما بعده. فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكره صحبة رسول الله ، وفتوحه الشام، فقال له عمرو: تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على ثلاثة أطباق ليس منها طبق إلا عرفت نفسي فيه، وكنت أول شيء كافرا، فكنت أشد الناس على رسول الله ، فلو مت يومئذ وجبت لي النار. فلما بايعت رسول الله كنت أشد الناس حياء منه، فما ملئت عيني من رسول الله حياء منه، فلو مت يومئذ قال الناس: هنيئا لعمرو. أسلم وكان على خير، ومات على خير أحواله، فترجى له الجنة، ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان وأشياء، فلا أدرى أعلى أم لي؟ فإذا مت فلا تبكين علي باكية، ولا يتبعني مادح (١). ولا نار، وشدوا علي إزاري، فإني مخاصم، وشنوا على التراب شنا، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا، وإذا وواريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعها [بينكم (٢)] أستانس بكم.


(١) في أسد الغابة: نائحة.
(٢) ليس في س.