للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إلى المدينة. هكذا قال: مع محمد، وأكثر الرواة له عن سماك يقولون ما ذكرت لك: إنهم الذين هاجروا من مكة إلى المدينة. والمعنى واحد لأنهم هاجروا بأمره، وإن لم يكونوا هاجروا معه في سفر واحد، وإنما أشار إليهم ابن عباس بالذكر، لأنهم الذين قاتلوا من خالفهم على الدين حتى دخلوا فيه، وكذلك قال أبو هريرة ومجاهد والحسن وعكرمة: خير الناس للناس الذين يقاتلونهم حتى يدخلوهم في الدين طوعا أو كرها، وإذا كان ذلك كذلك فمعلوم أن المهاجرين الأولين والأنصار في ذلك سواء. وذكر محمد بن إسحاق السراج في تاريخه [قال: ثنا أبو كريب: قال] (١) أخبرنا محمد بن عبيد وأبو أسامة عن إسماعيل بن أبى خالد عن عامر الشعبي، قال: المهاجرون الأولون الذين بايعوا معه بيعة الرضوان.

قال: وأخبرنا سفيان بن وكيع، قال: أخبرنا أبى عن أبى هلال عن قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: لم سموا المهاجرين الأولين، قال: من صلى مع النبي القبلتين جميعا، فهو من المهاجرين الأولين [والأنصار] (٢).

قال أبو عمر : قول الشعبي وسعيد بن المسيب يقضى بأن معنى قولهم المهاجرين الأولين كمعنى قول الله : ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ والْأَنْصارِ﴾، لأنهم صلوا القبلتين جميعا، وبايعوا بيعة الرضوان، وفي ذلك أقوال لغيرهم سنذكرها بعد إن شاء الله تعالى.


(١) من أ، م.
(٢) ليست في م.