للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صديقة له، وكان وعد رجلا أن يحمله من أسرى مكة، قال: فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة في ليلة قمراء، فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلى بجانب الحائط، فلما انتهت إلي عرفتني فقالت: مرثد! قلت: مرثد! قالت:

مرحبا وأهلا، هلم فبت عندنا الليلة. قال: قلت: يا عناق، إن الله حرم الزنا قالت: يا أهل الخباء، هذا الذي يحمل الأسرى. قال: فاتبعنى ثمانية رجال وسلكت الخندمة (١) حتى انتهيت إلى كهف أو غار، فدخلته، وجاءوا حتى قاموا على رأسي، وأعماهم الله عنى، ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي، فحملته، وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه كبله، ثم جعلت أحمله حتى قدمت المدينة، فأتيت رسول الله ، فقلت:

يا رسول الله، أنكح عناقا؟ فأمسك رسول الله ، فلم يرد علي شيئا حتى نزلت هذه الآية (٢): ﴿الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة .. ﴾.

الآية. فقرأها رسول الله علي وقال: لا تنكحها.

أخبرنا عبد الله، حدثنا محمد، حدثنا أبو داود، حدثنا إبراهيم بن محمد التميمي، قال: حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، روى عن جده -: أن مرثد الغنوي كان يحمل الأسارى بمكة، وكان بمكة بغي يقال لها عناق، وكانت صديقته، قال: جئت النبي ، وقلت: يا رسول الله، أنكح عناقا؟ قال: فسكت عنى، ونزلت (٢):

﴿الزاني لا ينكح إلا زانية .. ﴾. الآية، فدعاني وقرأها على، وقال: لا تتزوجها.

قال: وحدثنا مسدد وأبو معمر، قالا: حدثنا عبد الوارث بن حبيب، قال:

حدثنا عمرو بن شعيب، عن سعيد بن أبى سعيد، عن أبى هريرة، قال: قال


(١) الخندمة: جبل بمكة.
(٢) سورة النور، آية ٣.