وجهه إلى اليمن: بم تقضى؟ قال: بما في كتاب الله. قال: فإن لم تجد.
قال: بما في سنة رسول الله. قال: فإن لم تجد. قال: أجتهد رأيي فقال رسول الله ﷺ: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله.
قال ابن إسحاق: والذين كسروا آلهة بنى سلمة معاذ بن جبل، وعبد الله ابن أنيس، وثعلبة بن غنمة، وقال رسول الله ﷺ: أعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل.
وقال ﷺ: يأتى معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء.
حدثنا خلف بن القاسم، قال: حدثنا ابن المفسر، قال: حدثنا أحمد بن على، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، قال:
كان معاذ رجلا شابا جميلا من أفضل سادات (١) قومه، سمحا لا يمسك، فلم يزل يدان حتى أغلق ماله كله من الدين، فأتى للنبي ﷺ، فطلب إليه أن يسأل غرماءه أن يضعوا له، فأبوا، ولو تركوا لأحد من أجل أحد لتركوا لمعاذ من أجل رسول الله ﷺ، فباع النبي ﷺ ماله كله في دينه، حتى قام معاذ بغير شيء، حتى إذا كان عام فتح مكة بعثه النبي ﷺ إلى طائفة من أهل اليمن ليجبره، فمكث معاذ باليمن أميرا، وكان أول من اتجر في مال الله هو. فمكث حتى أصاب، وحتى قبض رسول الله ﷺ، فلما قدم قال عمر لأبى بكر: أرسل إلى هذا الرجل فدع له ما يعيشه، وخذ سائره منه، فقال أبو بكر: إنما بعثه النبي