وروى أبو داود الطيالسي، قال: حدثنا هشام، وأبو عوانة، عن أبى حمزة، عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ بعث إلى معاوية يكتب له.
فقيل: إنه يأكل، ثم بعث إليه، فقيل: إنه يأكل. فقال رسول الله ﷺ: لا أشبع الله بطنه - من مسند أبى داود الطيالسي.
ومن جامع معمر رواية عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل -:
أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال له معاوية: يا أبا قتادة؟ تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار! ما منعكم؟ قال: لم يكن معنا دواب. قال معاوية: فأين النواضح، قال: أبو قتادة: عقرناها في طلبك، وطلب أبيك يوم بدر. قال: نعم يا أبا قتادة: إن رسول الله ﷺ قال لنا: إنا نرى بعده أثرة. قال معاوية: فما أمركم عند ذلك؟ قال: أمرنا بالصبر. قال: فاصبروا حتى تلقوه. قال: فقال عبد الرحمن ابن حسان حين بلغه ذلك:
ألا أبلغ معاوية بن صخر … أمير المؤمنين نثا (١) كلامي
فإنا صابرون ومنظروكم … إلى يوم التغابن والخصام
وروى ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، قال: أخبرنى المسور بن مخرمة: أنه وفد على معاوية، قال: فلما دخلت عليه سلمت - قال: فقال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال: قلت: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له.
قال: والله لتكلمن بذات نفسك. قال: فلم أدع شيئا أعيبه عليه إلا بينته له.
فقال: لا أتبرأ من الذنوب، فما لك يا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك قال: فقلت: بلى. قال: فما جعلك أحق أن ترجو المغفرة