للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

زينب بنت رسول الله إذ مشى إليه مشركو قريش في ذلك، فشكر له رسول الله مصاهرته، وأثنى عليه بذلك خيرا، وهاجرت زينب مسلمة وتركته على شركه، فلم يزل كذلك مقيما على الشرك حتى كان قبل الفتح، فخرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال قريش، فلما انصرف قافلا لقيته سرية لرسول الله أميرهم زيد بن حارثة . وكان أبو العاص في جماعة عير، وكان زيد في نحو سبعين ومائة راكب، فأخذوا ما في تلك العير من الأثقال، وأسروا ناسا منهم، وأفلتهم أبو العاص هربا.

وقيل: إن رسول الله بعث زيدا في تلك السرية قاصدا للعير التي كان فيها أبو العاص، فلما قدمت السرية بما أصابوا أقبل أبو العاص في الليل حتى دخل على زينب ، فاستجار بها فأجارته. فلما خرج رسول الله إلى الصبح، وكبر وكبر الناس معه، صرخت زينب : أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله من الصلاة أقبل على الناس، فقال: هل سمعتم ما سمعت؟ فقالوا: نعم. قال: أما والذي نفسي بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم انصرف رسول الله ، فدخل على ابنته، فقال: أي بنيه، أكرمى مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له. فقالت: إنه جاء في طلب ماله. فخرج رسول الله ، وبعث في تلك السرية، فاجتمعوا إليه، فقال لهم: إن هذا الرجل منا بحيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه الله ﷿ عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا وتردوا إليه ماله الذي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به. قالوا: