وكذلك قال قتادة، قال: وفيها نزلت: ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ .. ﴾. الآية. قال قتادة: وكانت قبله عند فروة بن عبد العزى بن أسد بن غنم بن دودان، هكذا قال قتادة، وهو خطأ، والصواب ما تقدم ذكره في زوجها أنه من بنى عامر، وقد غلط أيضا قتادة في نسبها، فقال: ميمونة بنت الحارث بن فروة، وإنما هي ميمونة بنت الحارث بن حزن عند جميعهم غيره، وقول ابن شهاب الصواب، والله أعلم.
وذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، قال: خرج رسول الله ﷺ من العام القابل - يعنى من عام الحديبية - معتمرا في ذي القعدة سنة سبع، وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام، فلما بلغ موضعا ذكره بعث جعفر بن أبى طالب بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، فخطبها عليه جعفر، فجعلت أمرها إلى العباس، فزوجها رسول الله ﷺ.
وذكر سنيد، عن زيد بن الحباب، عن ابن أبى معشر، عن شرحبيل بن سعد، قال: لقي العباس بن عبد المطلب رسول الله ﷺ بالجحفة حين اعتمر عمرة القضية، فقال له العباس: يا رسول الله، تأيمت ميمونة بنت الحارث بن حزن بن أبى رهم بن عبد العزى، هل لك في أن تزوجها فتزوجها رسول الله ﷺ وهو محرم، فلما أن قدم مكة أقاما ثلاثا، فجاءه سهيل بن عمرو في نفر من أصحابه من أهل مكة، فقال: يا محمد، اخرج عنا، اليوم آخر شرطك. فقال: دعوني أبتني بامرأتى، وأصنع لكم طعاما، فقال:
لا حاجة لنا بك ولا بطعامك، اخرج عنا، فقال له سعد: يا عاض بظر أمه أرضك وأرض أمك! نحن دونه، لا يخرج رسول الله ﷺ،