للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والزبير أتاه ابن الزبير ليلا في القصر، فقتل نحو أربعين رجلا من الزط على باب القصر، وفتح بيت المال، وأخذ عثمان بن حنيف فصنع به ما قد ذكرته في غير هذا الموضع، وذلك قبل قدوم علي ، فبلغ ما صنع ابن الزبير بعثمان بن حنيف حكيم بن جبلة، فخرج في سبعمائة من ربيعة فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر، ثم كروا عليه فقاتلهم حتى قطعت رجله، ثم قاتل ورجله مقطوعة حتى ضربه سحيم الحدانى العنق (١) فقطع عنقه، واستدار رأسه في جلدة عنقه حتى سقط وجهه على قفاه.

وقال أبو عبيدة: قطعت رجل حكيم بن جبلة يوم الجمل، فأخذها ثم زحف إلى الذي قطعها فلم يزل يضربه بها حتى قتله، وقال:

يا نفس لن تراعى … رعاك (٢) خير راعى

إن قطعت كراعى … إن معى ذراعي

قال أبو عبيدة: وليس يعرف في جاهلية ولا إسلام أحد فعل مثل فعله.

وقال أبو عمر : كذا قال أبو عبيدة، قطعت رجله يوم الجمل، وهذا منه على المقاربة، لأنه قبل يوم الجمل بأيام، ولم يكن علي لحق حينئذ، وقد عرض لمعاذ بن عمرو بن الجموح يوم بدر في قطع يده من الساعد قريب من هذا، وقد ذكرنا ذلك في بابه من هذا الكتاب.


(١) هكذا في كل الأصول.
(٢) في ى: أرعاك.