للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة، قالت: فخرجت وأنا متم (١)، فأتيت المدينة، فنزلت بقباء، فولدته بقباء. ثم أتيت رسول الله فوضعته في حجره، فدعا بتمرة فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله ، قالت: ثم حنكه بالخبزة، ثم دعا له، وبرك عليه، وكان أول مولود في الإسلام للمهاجرين بالمدينة. قالت: ففرحوا به فرحا شديدا، وذلك أنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم.

حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا أبو ميمون البجلي، حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن شريك المكي، عن ابن أبى مليكة، عن عبد الله ابن الزبير، قال: سميت باسم جدي أبى بكر، وكنيت بكنيته. وشهد الجمل مع أبيه وخالته، وكان شهما دكرا شرسا ذا أنفة، وكانت له لسانة وفصاحة، وكان أطلس (٢)، لا لحية له، ولا شعر في وجهه.

وقال على بن زيد الجدعانى: كان عبد الله بن الزبير كثير الصلاة، كثير الصيام، شديد البأس، كريم الجدات والأمهات والخالات، إلا أنه كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة، لأنه كان بخيلا، ضيق العطاء، سيء الخلق، حسودا، كثير الخلاف، أخرج محمد ابن الحنفية، ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف.

قال على بن أبى طالب : ما زال الزبير يعد منا - أهل البيت - حتى نشأ عبد الله. وبويع لعبد الله بن الزبير بالخلافة سنة أربع وستين، هذا قول أبى معشر. وقال المدائني: بويع له بالخلافة سنة خمس وستين، وكان


(١) متم: دنا ولادها (القاموس).
(٢) الأطلس: الأسود كالحبشى.