وفي حديث آخر: اللهم بارك فيه، وانشر منه، واجعله من عبادك الصالحين.
وفي حديث آخر: اللهم زده علما وفقها. وهي كلها أحاديث صحاح.
وقال مجاهد عن ابن عباس: رأيت جبرئيل عند النبي ﷺ مرتين، ودعا لي رسول الله ﷺ بالحكمة مرتين.
وكان عمر بن الخطاب ﵁ يحبه ويدنيه ويقربه ويشاوره مع أجلة الصحابة. وكان عمر يقول: ابن عباس فتى الكهول، له لسان قئول، وقلب عقول.
وروى عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال: نعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا رجل.
وقال ابن عيينة، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد أنه قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس، إلا أن يقول قائل: قال رسول الله ﷺ.
وروى مثل هذا عن القاسم بن محمد. قال طاوس: أدركت نحو خمسمائة من أصحاب النبي ﷺ إذا ذاكروا ابن عباس فخالفوه لم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله. وقال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجا، معه ابن عباس، فكان لمعاوية موكب، ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم.
وروى شريك، عن الأعمش، عن أبى الضحى، عن مسروق أنه قال:
كنت إذا رأيت عبد الله بن عباس قلت: أجمل الناس. فإذا تكلم قلت: أفصح الناس. وإذا تحدث قلت: أعلم الناس.
وذكر الحلواني، قال: حدثنا أبو أسامة، حدثنا الأعمش. حدثنا شقيق