أبو وائل، قال: خطبنا ابن عباس، وهو على الموسم، فافتتح سورة النور، فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول: ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس، والروم، والترك، لأسلمت.
قال: وحدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن شقيق: مثله.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس:
الحلال، والحرام، والعربية، والأنساب، وأحسبه قال: والشعر.
وقال أبو الزناد، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: ما رأيت أحدا كان أعلم بالسنة، ولا أجل رأيا، ولا أثقب نظرا من ابن عباس، ولقد كان عمر يعده للمعضلات مع اجتهاد عمر ونظره للمسلمين.
وقال القاسم بن محمد: ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلا قط، وما سمعت فتوى أشبه بالسنة من فتواه، وكان أصحابه يسمونه البحر، ويسمونه الحبر.
قال عبد الله بن أبى بن أبى زيد الهلالي:
ونحن ولدنا الفضل والحبر بعده … عنيت أبا العباس ذا الفضل والندى
وقال أبو عمرو بن العلاء: نظر الحطيئة إلى ابن عباس في مجلس عمر بن الخطاب ﵁ غالبا عليه، فقال: من هذا الذي برع الناس بعلمه، ونزل عنهم بسنه، قالوا: عبد الله بن عباس، فقال فيه أبياتا منها:
إني وجدت بيان المرء نافلة … تهدى له ووجدت العى كالصمم
والمرء يفنى ويبقى سائر الكلم … وقد يلام الفتى يوما ولم يلم