للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفيه يقول حسان بن ثابت (١):

إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه … رأيت له في كل أحواله فضلا

إذا قال لم يترك مقالا لقائل … بمنتظمات (٢) لا ترى بينها فصلا

كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع … لذي إربة في القول جدا ولا هزلا

سموت إلى العليا بغير مشقة … فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا

خلقت خليقا للمودة والندى … فليجا ولم تخلق كهاما ولا جهلا

ويروى أن معاوية نظر إلى ابن عباس يوما يتكلم، فأتبعه بصره، وقال متمثلا:

إذا قال لم يترك مقالا لقائل … مصيب ولم يثن اللسان على هجر

يصرف بالقول اللسان إذا انتحى … وينظر في أعطافه نظر الصقر

وروى: أن عبد الله بن صفوان بن أمية مر يوما بدار عبد الله بن عباس بمكة، فرأى جماعة من طالبي الفقه، ومر بدار عبيد الله بن عباس، فرأى فيها جماعة ينتابونها للطعام، فدخل على ابن الزبير. فقال له: أصبحت والله كما قال الشاعر:

فإن تصبك من الأيام قارعة … لم نبك منك عليه دنيا ولا دين

قال: وما ذاك يا أعرج؟ قال: هذان ابنا عباس، أحدهما يفقه الناس والآخر يطعم الناس، فما أبقيا لك مكرمة، فدعا عبد الله بن مطيع. وقال: انطلق إلى ابني عباس، فقل لهما: يقول لكما أمير المؤمنين: اخرجا عنى، أنتما ومن أصغى إليكما من أهل العراق، وإلا فعلت وفعلت. فقال عبد الله بن عباس لابن الزبير:


(١) ديوان: ٣٥٩.
(٢) في الديوان: بملتقطات.