للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والله ما يأتينا من الناس إلا رجلان: رجل يطلب فقها، ورجل يطلب فضلا، فأى هذين تمنع؟ وكان بالحضرة أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني، فجعل يقول:

لا در در الليالي كيف تضحكنا … منهما خطوب أعاجيب وتبكينا

ومثل ما تحدث الأيام من عبر … في ابن الزبير عن الدنيا تسلينا

كنا نجيء ابن عباس فيسمعنا … فقها ونكسبنا أجرا ويهدينا

ولا يزال عبيد الله مترعة … جفانه مطعما ضيفا ومسكينا

فالبر والدين والدنيا بدارهما … ننال منها الذي نبغى إذا شينا

إن النبي هو النور الذي كشطت … به عمايات ماضينا وباقينا

ورهطه عصمة في دينه لهم … فضل علينا وحق واجب فينا

ففيم تمنعنا منهم وتمنعهم … منا وتؤذيهم فينا وتؤدينا

ولست بأولاهم به رحما … يا بن الزبير ولا أولى به دينا

لن يؤتي الله إنسانا ببغضهم … في الدين عزا ولا في الأرض تمكينا

وكان ابن عباس قد عمى في آخر عمره.

وروى عنه: أنه رأى رجلا مع النبي فلم يعرفه، فسأل النبي عنه، فقال له رسول الله : أرأيته؟ قال: نعم. قال: ذلك جبرئيل، أما إنك ستفقد بصرك، فعمى بعد ذلك في آخر عمره. وهو القائل في ذلك فيما روي عنه من وجوه:

إن يأخذ الله من عيني نورهما … ففي لساني وقلبي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل … وفي فمي صارم كالسيف مأثور