للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واستخلفه رسول الله على [أمته (١)] من بعده، بما أظهر من الدلائل البينة على محبته في ذلك، وبالتعريض الذي يقوم مقام التصريح، ولم يصرح بذلك لأنه لم يؤمر فيه بشيء، وكان لا يصنع شيئا في دين الله إلا بوحي، والخلافة ركن من أركان الدين. ومن الدلائل الواضحة (٢) على ما قلنا ما:

حدثنا سعيد بن نصر، وعبد الوارث بن سفيان، قالا: حدثنا أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا منصور بن سلمة الخزاعي، وأخبرنا أحمد ابن عبد الله، حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني بمصر. وحدثنا الطحاوي، حدثنا المزني، حدثنا الشافعي، قال: أنبأنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: أتت امرأة إلى رسول الله ، فسألته عن شيء، فأمرها أن ترجع إليه، فقالت: يا رسول الله، أرأيت إن جئت فلم أجدك، تعنى الموت. فقال لها رسول الله :

إن لم تجديني فأتى أبا بكر. قال الشافعي: في هذا الحديث دليل على أن الخليفة بعد رسول الله أبو بكر.

وروى الزهري، عن عبد الملك بن أبى بكر بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة بن الأسود، قال: كنت عند رسول الله وهو عليل، فدعاه بلال إلى الصلاة، فقال لنا: مروا من يصلى بالناس.

قال: فخرجت فإذا عمر في الناس، وكان أبو بكر غائبا، فقلت: قم يا عمر، فصل بالناس، فقام عمر، فلما كبر سمع رسول الله صوته،


(١) من ش.
(٢) في ش: ومن الدليل الواضح.