قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله ﷺ؟ فقالوا: كلنا لا تطيب نفسه، ونستغفر الله.
وروى إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود: اجعلوا إمامكم خيركم، فإن رسول الله ﷺ جعل إمامنا خيرنا بعده.
وروى الحسن البصري، عن قيس بن عبادة، قال: قال لي علي بن أبى طالب:
إن رسول الله ﷺ مرض ليالي وأياما ينادى بالصلاة فيقول:
مروا أبا بكر يصلى بالناس، فلما قبض رسول الله ﷺ نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام، وقوام الدين، فرضينا لدنيانا من رضى رسول الله ﷺ لديننا، فبايعنا أبا بكر.
وقد ذكرنا هذا الخبر وكثيرا مثله في معناه عند
قول رسول الله ﷺ: مروا أبا بكر فليصل بالناس. وأوضحنا ذلك في التمهيد، والحمد لله.
وكان أبو بكر يقول: أنا خليفة رسول الله ﷺ، وكذلك كان يدعى: يا خليفة رسول الله. وكان عمر يدعى خليفة أبى بكر صدرا من خلافته حتى تسمى بأمير المؤمنين لقصة سنذكرها في بابه، إن شاء الله تعالى.
قرأت على أبى عبد الله محمد بن عبد الله بن حكم [يعرف بابن البغوي (١)]