وسئل علي ﵁ عن قوم من الصحابة، منهم عبد الله بن مسعود، فقال: أما ابن مسعود فقرأ القرآن، وعلم السنة، وكفى بذلك.
وروى الأعمش، عن شقيق أبى وائل، قال: لما أمر عثمان في المصاحف بما أمر قام عبد الله بن مسعود خطيبا، فقال: أيأمروني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت، والذي نفسي بيده لقد أخذت من في رسول الله ﷺ سبعين سورة، وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب به الغلمان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله منى ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لاتيته، ثم استحيى مما قال، فقال: وما أنا بخيركم. قال شقيق: فقعدت في الحلق، فيها أصحاب رسول الله ﷺ، فما سمعت أحدا أنكر ذلك عليه ولا رد ما قال.
حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر، حدثنا ابن دليم، حدثنا ابن وضاح، حدثنا يوسف بن على ومحمد بن عبد الله بن نمير، قالا حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: لما بعث عثمان إلى عبد الله بن مسعود يأمره بالخروج إلى المدينة اجتمع إليه الناس، وقالوا: أقم ولا تخرج، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه. فقال لهم عبد الله: إن له علي طاعة، وإنها ستكون أمور وفتن، لا أحب أن أكون أول من فتحها، فر الناس، وخرج إليه. وروى عن ابن مسعود أنه قال حين نافر الناس عثمان ﵁:
ما أحب أني رميت عثمان بسهم.
وقال بعض أصحابه: ما سمعت ابن مسعود يقول في عثمان شيئا قط، وسمعته يقول: لئن قتلوه لا يستخلفون بعده مثله. ولما مات ابن مسعود نعى إلى أبى الدرداء، فقال: ما ترك بعد مثله. ومات ابن مسعود ﵀ بالمدينة سنة