للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال: كان رجلا آدم شديد الأدمة، مقبل (١) العينين عظيمهما، دا بطن، أصلع، ربعة إلى القصر، لا يخضب.

وقال أبو إسحاق السبيعى (٢): رأيت عليا أبيض الرأس واللحية.

وقد روى:

أنه ربما خضب وصفر لحيته. وكان على يسير في الفيء مسيرة أبى بكر الصديق في القسم، إذا ورد عليه مال لم يبق منه شيئا إلا قسمه، ولا يترك في بيت المال منه إلا ما يعجز عن قسمته في يومه ذلك. ويقول:

يا دنيا غري غيري. ولم يكن يستأثر من الفيء بشيء، ولا يخص به حميما، ولا قريبا، ولا يخص بالولايات إلا أهل الديانات والأمانات.

وإذا بلغه عن أحدهم (٣) خيانة كتب إليه: ﴿قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ ٤ من رَبِّكُمْ،﴾ ﴿فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ﴾ بالقسط، ﴿ولا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ،﴾ ﴿ولا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾. ﴿بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾. ﴿وما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾. إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من أعمالنا (٥) حتى نبعث إليك من يتسلمه منك، ثم يرفع طرفه إلى السماء، فيقول: اللهم إنك تعلم أنى لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك.

وخطبه ومواعظه ووصاياه لعماله إذ كان يخرجهم إلى أعماله كثيرة مشهورة، لم أر التعرض لذكرها، لئلا يطول الكتاب، وهي حسان كلها.


(١) في س: ثقيل.
(٢) بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة وبعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ساكنة وفي آخرها عين مهملة. وفي س: ضبط بضم السين.
(٣) في س: وإذا بلغته عن أحد خيانة.
(٤) في س: بنية.
(٥) في س: عملنا.