للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومن اتبعه إلا من أراد البقاء مع على فيتركه، قال البراء: فكنت فيمن قعد (١) مع على، فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر، فجمعوا له، فصلى بنا علي الفجر، فلما فرغ صففنا صفا واحدا، ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله ، فأسلمت همدان كلها في يوم واحد، وكتب بذلك علي إلى رسول الله ، فلما قرأ كتابه خر ساجدا، ثم جلس، فقال السلام على همدان، وتتابع أهل اليمن على الإسلام] (٢).

بويع لعلى بالخلافة يوم قتل عثمان ، واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، وتخلف عن بيعته منهم نفر، فلم يهجهم، ولم يكرههم وسئل عنهم فقال: أولئك قوم قعدوا عن الحق، ولم يقوموا مع الباطل.

وفي رواية أخرى: اولئك قوم خذلوا الحق، ولم ينصروا الباطل.

وتخلف أيضا عن بيعته معاوية، ومن معه في جماعة أهل الشام، فكان منهم في صفين بعد الجمل ما كان، تغمد الله جميعهم بالغفران، ثم خرجت عليه الخوارج وكفروه، وكل من كان معه، إذ رضى بالتحكيم بينه وبين أهل الشام، وقالوا له: حكمت الرجال في دين الله، والله تعالى يقول (٣): ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ لِلّهِ﴾، ثم اجتمعوا، وشقوا عصا المسلمين، ونصبوا راية الخلاف، وسفكوا الدماء، وقطعوا السبل، فخرج إليهم بمن معه، ورام مراجعتهم (٤)، فأبوا إلا القتال.

فقاتلهم بالنهروان، فقتلهم، واستأصل جمهورهم، ولم ينج إلا اليسير منهم،


(١) ى: عقب.
(٢) ما بين القوسين ليس في س.
(٣) سورة الأنعام، آية ٥٧
(٤) س: رجعتهم.