بالإقبال إلى رسول الله ﷺ في حين انصرافه من الحبشة، ثم لم يعزم له إلى الوقت الذي ذكرنا. والله أعلم.
وأمره رسول الله ﷺ على سرية نحو الشام، وقال له:
يا عمرو، إني أريد أن أبعثك في جيش يسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك من المال رغبة صالحة. فبعثه إلى أخوال أبيه العاص بن وائل من بلى يدعوهم إلى الإسلام ويستغفرهم إلى الجهاد، فشخص عمرو إلى ذلك الوجه، فكان قدومه إلى المدينة في صفر سنة ثمان، ووجهه رسول الله ﷺ في جمادى الآخرة سنة ثمان فيما ذكره الواقدي وغيره إلى السلاسل من بلاد قضاعة في ثلاثمائة.
وكانت أم والد عمرو من بلى، فبعثه رسول الله ﷺ إلى أرض بلى وعذرة، يستألفهم بذلك، ويدعوهم إلى الإسلام، فسار حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل، وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل، فخاف فكتب إلى رسول الله ﷺ من تلك الغزوة يستمده، فأمده بجيش من مائتي فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف، فيهم أبو بكر وعمر ﵄، وأمر عليهم أبا عبيدة، فلما قدموا على عمرو قال: أنا أميركم، وإنما أنتم مددى. وقال (١) أبو عبيدة:
بل أنت أمير من معك، وأنا أمير من معى، فأبى عمرو، فقال له أبو عبيدة:
يا عمرو، إن رسول الله صلى عليه وسلم عهد إلي: إذا قدمت على عمرو،