وأصح ذلك أنه نزل في قبره العباس عمه، وعلي ﵄ معه، وقشم بن العباس، والفضل بن العباس، ويقال: كان أوس بن خولي وأسامة بن زيد معهم، وكان آخرهم خروجا من القبر قثم بن العباس، وكان آخر الناس عهدا برسول الله ﵌، ذكر ذلك ابن عباس وغيره. وهو الصحيح. وقد ذكر عن المغيرة بن شعبة في ذلك خبر لا يصح أنكره أهل العلم ودفعوه. وألحد له ﵌ وبنى في قبره اللبن، يقال تسع لبنات، وطرح في قبره سمل قطيفة كان يلبسها، فلما فرغوا من وضع اللبن أخرجوها وأهالوا التراب على لحده، وجعل قبره مسطوحا ورش عليه الماء رشا.
حدثنا سعيد بن نصر، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا محمد بن وضاح، قال حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، قال حدثنا حسين بن على الجعفي عن زائدة بن قدامة عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﵌: ما صدق نبي ما صدقت، وإن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته إلا رجل واحد.
وأما فضائله وأعلام نبوته فقد وضع فيها جماعة من العلماء، وجمع كل منها ما انتهت إليه روايته ومطالعته، وهي أكثر من أن تحصى. ومما رثى به ﵌ قول صفية عمته.
قال الزبير: حدثني عمى مصعب بن عبد الله، قال: حدثني أبى عبد الله بن مصعب، قال: رويت عن هشام بن عروة لصفية بنت عبد المطلب ترثى رسول الله ﵌: