للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن بين موسى ومحمد قرونًا طويلة، لكن الكلمة تتكرر (معي ربي).

[٢ - التزام الأعمال الصالحة]

لا سيما الصلاة والصبر، فقد أمر الله بالاستعانة بهما في أكثر من موضع، يقول تَعَالَى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾ [البقرة: ٤٥ - ٤٦].

[٣ - الاستعانة بأوقات النشاط واستثمارها في الطاعة]

فالعبادة للمؤمن كالوقود الذي يحركه للإنتاج والعطاء والبذل، وأفضل أوقاتها أول الصباح وآخر الليل؛ بداية اليوم ونهايته، وفي الحديث الذي أخرجه البخاري: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» (١)، فالمقصود بالغداة: ما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أول النهار، والدلجة: هي آخر الليل، فهذه الأوقات أطيب أوقات المسافرة، فكأنه خاطب مسافرًا إلى مقصد، فنبهه على أوقات نشاطه؛ لأن المسافر إذا سار الليل والنهار جميعًا عجز وانقطع، وإذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطة أمكنته المداومة من غير مشقة، وحُسن هذه الاستعارة: أن الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الآخرة، وأن هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة (٢).


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٣٩).
(٢) ينظر: فتح الباري، لابن حجر (١/ ٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>