للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذات ولا في الأسماء ولا في الصفات ولا في الأفعال، قال تَعَالَى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: ٦٢]، وقال : «وأَنَتْ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ» (١).

وهو الصمد في أفعاله فكلها حكمة، ورحمة، ومصلحة، وعدل كما جاء في الحديث: «لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، والخَيْرُ كُلُّه بِيَدِكَ، والشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ» (٢).

تعالت أفعاله سُبْحَانَهُ عن العبث واللهو، والظلم والجور، ونحو ذلك من النقائص.

وبذلك اجتمعت في الصمد صفات الشرف جميعها في الذات والأسماء والصفات والأفعال، واجتمعت فيه صفات السيادة كلها على وجه الكمال والدوام، فهي باقية لم تزل ولا تزال أبدًا، لا يطرأ عليها النقص ولا الآفات ولا الاختلال، كما هو الحال في المخلوق الذي يكون سؤدده وكماله في حال دون حال، ويعتيريه من النقص ما يعتريه (٣).

[الأثر الثاني: دلالة اسم الله (الصمد) على التوحيد]

إن اسم الله «الصمد» وما فيه من الدلالة على صفات الكمال لله ﷿؛ دال على أنواع التوحيد الثلاثة، وبيان ذلك على النحو الآتي:


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) ينظر: تفسير ابن رجب الحنبلي (٢/ ٦٧١)، والحق الواضح المبين، للسعدي (ص: ٧٥)، والنهج الأسمى، للنجدي (٢/ ١٠٢)، وفقه الأسماء الحسنى، للبدر (ص: ١٣٠ - ١٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>