للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشفع بدون إذن المالك، كان هذا الدعاء، وهذه العبادة ضلالًا في العقل، باطلة في الشرع» (١).

وأما أسماؤه وصفاته: فاسم الله الملك ﷻ متضمن لجملة من أسمائه وصفاته، فمن أثبت هذا الاسم الكريم لزمه أن يثبت ما يتضمنه من عزة وجبروت وكبرياء وحكم وخفض ورفع، وإعزاز وإذلال، إلى غير ذلك من الأسماء والصفات العائدة إلى الملك.

قال ابن القيم ﵀: «إن من أسمائه: (الملِك)، ومعناه: الملْك الحقيقي ثابت لهسُبْحَانَهُ بكل وجه، وهذه الصفات تستلزم سائر صفات الكمال؛ إذ من المحال ثبوت الملك الحقيقي التام لمن ليس له حياة ولا قدرة، ولا إرادة ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا فعل اختياري يقوم به، وكيف يوصف بالملك من لا يأمر ولا ينهي؛ ولا يثيب ولا يعاقب؛ ولا يعطي ولا يمنع؛ ولا يعز ولا يذل؛ ولا يهين ولا يكرم؛ ولا ينعم ولا ينتقم؛ ولا يخفض ولا يرفع، ولا يرسل الرسل إلى أقطار مملكته، ولا يتقدم إلى عبيده بأوامره ونواهيه؟ فأي ملك في الحقيقة لمن عدم ذلك؟» (٢).

[الأثر الثالث: تعلق القلب بالملك المالك المليك]

إذا تأمل العبد في اسم الله (الملك، المالك، المليك) ﷻ وما فيه من سعة، وعظمة، وكمال، ثم تأمل ونظر في نفسه وما فيه من فقر وحاجة وضعف وعجز؛ تعلق قلبه بالملك: خوفًا، ورجاء، وتوكلًا.


(١) تفسير السعدي (ص: ٦٧٨).
(٢) شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل (ص: ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>