للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَقِّ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا» (١).

قال ابن حجر : «وأما الحسد المذكور في الحديث فهو الغبطة، وأطلق الحسد عليها مجازًا، وهي أن يتمنى أن يكون له مثل ما لغيره، من غير أن يزول عنه … فكأنه قال في الحديث: لا غبطة أعظم أو أفضل من الغبطة في هذين الأمرين» (٢).

أن النبي دعا بها لابن عباس ، فقال : «اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ» (٣)، ومعلوم أن النبي لا يختار من الدعاء إلا أفضله.

أن الله جعلها أول مراتب الدعوة إليه، فقال: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل: ١٢٥].

ثالثًا: وسائل تحقيق الحكمة (٤):

الحكمة من الصفات الفطرية التي يمنُّ بها الحكيم على من يشاء من عباده، إلا أنه سُبْحَانَهُ من رحمته وكرمه أقام أسبابًا تكتسب بها وتنمى، والتي منها:

الدعاء: لأن الله ﷿ مسديها والممتن بها على من يشاء، قال تَعَالَى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا


(١) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٧٣)، ومسلم، رقم الحديث: (٨١٦).
(٢) فتح الباري، لابن حجر (١/ ١٦٧).
(٣) أخرجه البخاري، رقم الحديث: (٣٧٥٦).
(٤) ينظر: الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء، مجلة البحوث الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>