الأثر الأول: إثبات ما يتضمنه اسم (البر) من صفاته سُبْحَانَهُ، وتوحيد الله به:
الله ﵎ بر رحيم لطيف رؤوف بعباده، عطوف عليهم، محسن إليهم، مصلح لأحوالهم في الدنيا والدين، ومن مظاهر بره سُبْحَانَهُ ما يلي:
بر الله تَعَالَى لعباده في الدنيا:
من بره سُبْحَانَهُ بخلقه وإحسانه إليهم: أن جعل بره وفضله مشتركًا فيه المؤمن والكافر، فهو سُبْحَانَهُ الكريم الذي لا ساحل لكرمه، خيره إليهم نازل وشرهم إليه صاعد، يتحبب إليهم بالنعم، ويتبغضون إليه بالمعاصي، يرسل السماء عليهم مدرارًا، ويمددهم بأموال وبنين، ويجري لهم الأنهار وينبت لهم جنان الأرض، ويخرج لهم كنوزها، يقول تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ [إبراهيم: ٣٤]، ويقول سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النحل: ١٨]، وكل ما في هذه الدنيا لا يأتي قطرة من بره سُبْحَانَهُ بعباده المؤمنين في الآخرة في جنات النعيم، ففيها ما تشتهي الأنفس، وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون، لا يهرمون ولا يبأسون، ولا يموتون، ولا يمرضون ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [الزمر: ٧٤]
ومن بره سُبْحَانَهُ: أنه أعطى عباده وقسم لهم من الصحة والقوة والمال والجاه والأولاد والأنصار، يقول سُبْحَانَهُ: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ